Canalblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

Atlas Media Agency AMA

29 novembre 2005

لابد من محاربة الإرهاب لحماية إحدي رسائل الإسلام الأساسية وهي التسامح وقبول الآخر

لابد من محاربة الإرهاب لحماية إحدي رسائل الإسلام الأساسية وهي التسامح وقبول الآخر

الرباط: المصطفي العسري

علي هامش زيارته الرسمية لليابان أقدم نظام ملكي علي الاطلاق، أدلي الملك محمد السادس الذي تعتبر بلاده ثاني أقدم ملكية في العالم، بتصريحات ليومية نيهون كيزايي شيمبون المتخصصة في الشأن الاقتصادي.

في هذا الحوار يتطرق العاهل المغربي بالاضافة الي العلاقة الثنائية بين البلدين المحكومين بمؤسستين ملكيتين متجذرتين في التاريخ، الي عدد من القضايا من قبيل الوضع الداخلي في مملكته، والتطرف الديني، ومنظومة اتحاد المغرب العربي، ومسيرة السلام الشرق أوسطية.

وفي ما يلي نص المقابلة:

ما هو تقييمكم للعلاقات بين المغرب واليابان بعد خمسين سنة من ارساء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين

- اسمحوا لي أولا أن أعرب عن سعادتي لكون زيارتي تتزامن مع تخليد الذكري الخمسينية لاستقلال المغرب، وهو، كما تلاحظون، عمر علاقاتنا الدبلوماسية.

ان ما يجمعنا لا يقتصر علي تبادل السفراء قبل خمسين سنة. ان التقاليد العريقة لبلدينا تعطي لعلاقاتنا عمقا تاريخيا فريدا من نوعه علي الساحة الدولية. وبقدر ما طورنا، كل من جانبه، ارثنا الحضاري بقدر ما كان طموحنا نحو الانفتاح علي باقي العالم. لقد كانت انشغالاتنا واحدة. فعلي سبيل المثال، في القرن ال19 كان جدي الملك مولاي الحسن الأول، وعيا منه برهانات الثورة الصناعية، قد أوفد عدة بعثات لتلقي تكوين في أوروبا علي المفاهيم الجديدة للانتاج في تلك المرحلة. وفي الوقت ذاته قام الامبراطور مايجي بنفس الخطوة تحذوه الرغبة ذاتها.

وكما ترون فانه رغم البعد الجغرافي، فاننا نقتسم نفس الطموحات بالنسبة لبلدينا، وكذلك نفس قيم الحوار والاعتدال والانفتاح دون أن نتخلي قط عن هويتنا الخاصة. وأعتقد أن هذه النقاط المشتركة، في عالم مضطرب جدا كالذي نعيش فيه اليوم، لها أهمية قصوي أكثر من أي مؤشرات نقيم من خلالها عادة وضعية العلاقات بين دولتين.

وفضلا عن ذلك، فالأرقام تعتبر جد مشجعة في مختلف الميادين. فاليابان تأتي في المرتبة الثانية كمانح للدعم العمومي للتنمية في المغرب وفي المرتبة السابعة من بين الدائنين علي المستوي الثنائي.

وعلي المستوي السياسي، فأنا أثمن كون بلدينا لديهما موقف موحد بخصوص القضايا الكبري التي تشغل العالم كمحاربة الفقر والحوار شمال-جنوب ومسلسل السلام بالشرق الأوسط والارهاب.

ما هو الهدف المتوخي من الزيارة التي تقومون بها الي اليابان، البلد الذي زرتموه مرتين عندما كنتم وليا للعهد

- أقوم اليوم بزيارة لهذا البلد بشعور مفعم بالسعادة والاهتمام، بالنظر الي الديناميكية الاستثنائية التي تطبع اقتصاد بلدكم. ان هذه الديناميكية التي تنضاف الي طموحاتنا وكذا الي المؤهلات المتعددة التي يمنحها المغرب، كفيلة بأن ترفع علاقاتنا الاقتصادية والتجارية الي مستوي فريد من نوعه بالمنطقة.

كذلك فاننا نشجع المستثمرين اليابانيين لتعزيز حضورهم بالمغرب لاسيما وأن هناك اطارا للتعاون يتضمن العديد من الامتيازات. بالطبع، يمكن اعادة النظر فيه وتطويره باستمرار خلال الاتصالات الثنائية من مستوي عال التي نأمل في أن تتضاعف في المستقبل.

وعلي الصعيد السياسي، فاننا بالطبع سنتشاور حول مختلف القضايا التي تدخل في دائرة انشغلاتنا. وفي هذا السياق، نأمل في أن تضطلع اليابان بدور أكثر أهمية علي صعيد الهيئات الأممية.

ان خطورة الأحداث في العراق، حيث يجب أن تسود سيادة ووحدة هذا البلد، تعنينا جميعا وأنه يتعين الاسراع بالمسلسل الانتقالي. وبالطبع، سنتطرق الي آخر تطورات الوضع بمنطقة المغرب العربي وافريقيا و منطقة حوض المتوسط.

كما أن قضية الشرق الأوسط والظلم الذي يلحق يوميا بأشقائنا الفلسطينيين يوجد أيضا علي جدول الأعمال.

فعلا، يا صاحب الجلالة، لقد كان المغرب وما يزال فاعلا أساسيا في مسلسل السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ما هي، في الوقت الراهن، شروط تسريع هذا المسلسل، والوصول به الي أهدافه في المدي .

- توجد، طبعا، مجموعة من الشروط، لكن أعتقد أنها لا يمكن أن تعطي ثمارها الا بالعودة الي الحكمة والاعتدال اللذين تركا مكانهما للتشدد في الردود والمواقف.

وأعتقد اليوم، أنه بعد مرحلة انقطع فيها الحوار فعلا بين مختلف الأطراف، فاننا نعاين ديناميكية وروحا جديدتين، هشة الي حد ما، لكنها مشجعة.

فحينما بعثت برسائل لرؤساء فلسطين واسرائيل والولايات المتحدة لتهنئتهم علي الجهود التي مكنت من الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، وهو ما شكل مرحلة هامة في تفعيل خارطة الطريق، كنت بذلك أعرب عن دعمي لهذه الديناميكية.

والآن وبعدما تحقق الانسحاب، يتعين تسوية القضايا العالقة، التي يشكل حلها نجاحا لفترة ما بعد الانسحاب، هناك علي الخصوص حرية تنقل الفلسطينيين و تحسين الوضع الاقتصادي والحياة اليومية للفلسطينيين، حيث تعيش الغالبية العظمي منهم في ظل ظروف مزرية.

فعلي المجموعة الدولية أن تضاعف من جهودها لتعزيز هذا المكتسب، لأنه لا يغيب عن أذهاننا بأن الهدف هو اقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة وديمقراطية تعيش في سلام ووئام الي جانب اسرائيل.

ومرة أخري، فان الوثيرة والظروف التي بها سنحقق ذلك تتوقف علي مدي نهجنا سبيل الحكمة. وبالنسبة الي، فانني سأساهم بكامل عزمي الراسخ لبلوغ ذلك.

يهدد الارهاب أمن العالم، فكيف يواجهه المغرب، وما هي الوضعية الخاصة في المغرب بالنسبة لهذا الأمر

- أنت تعرف جيدا الي أي حد المغاربة معنيون مباشرة بهذه المسألة. لقد كنا ضحايا وأوذينا في أعماقنا بفعل وحشية الارهابيين خلال الاعتداءات التي وقعت في 16 مايو2003 بالدار البيضاء . وأذكرك أيضا بأن اثنين من مواطنينا بريئين تم اختطافهما في20 أكتوبر الماضي بالعراق.

وقد دأب المغرب دائما وبأكبر قدر من الصرامة علي ادانة الارهاب كيفما كانت دوافعه . ثم انه لا يمكن قبول أي تبرير للعنف الأعمي. واتخاذ الدين ذريعة من قبل بعض الجماعات الارهابية للقيام بأعمال عنف من هذا القبيل، ينبغي أن يحارب، وتحديدا لحماية إحدي رسائل الاسلام الأساسية وهي التسامح وقبول الآخر.

ولقد جعلت منا هويتنا العربية الأمازيغية الاسلامية شعبا منفتحا علي نحو فريد، فخورا بثقافته وتقاليده. واننا نعتز بهويتنا، وفي كل مرة نصاب فيها، كما هو الأمر اليوم مع الاختطافين اللذين وقعا في العراق، ينزل المغاربة بمئات الآلاف الي الشوارع ليجددوا التأكيد، علي الشعور بالاعتزاز هذا، وللتنديد بالارهاب.

وأعتقد أن خير وقاء من الارهاب هي قدرتنا علي التعبئة بطريقة سلمية بالطبع في كل مرة تبدو لنا فيها قيمنا في خطر مع احترام القيم الديمقراطية التي يتعلق بها المغرب أشد ما يكون التعلق.

أما الوقاء الثاني فهو التنمية الاقتصادية والتناغم الاجتماعي الديناميكيين بما فيه الكفاية لتقليص جيوب الاقصاء والتهميش. ويشمل ذلك أيضا اصلاحات الحقل التعليمي والحقل الديني التي حاولنا تسريع وتيرتها والتي تعطي اليوم نتائج جيدة للغاية.

وأخيرا يمكنني القول أن قيمنا وعزمنا، كيفما كان الألم أو عنف الأحداث، هي أفضل أسلحتنا في مواجهة المتطرفين.

كما أشرتم الي ذلك، يا صاحب الجلالة، فان المغرب قام باصلاحات واسعة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كيف تنظرون، ونحن في نهاية سنة 2005 للنتائج المحققة وما الذي يمكن أن يتم انجازه في المستقبل

- أنتم تعلمون أنه عندما اعتليت العرش كانت كل القضايا تمثل أولوية بالنسبة لي، فوالدي جلالة الملك الحسن الثاني تغمده الله برحمته، فتح جزءاً كبيرا من أوراش المغرب المستقل والعصري. وعندما أري العمل الجبار الذي قام به، أشعر، كباقي المغاربة، بكثير من الاعجاب والفخر تجاهه.

فأنا أعمل ليس فقط علي تعزيز ما تحقق في الملفات التي فتحها والدي كالملف المتعلق باحترام حقوق الانسان وخصوصا من خلال احداث هيئة الانصاف والمصالحة لطي صفحة الانتهاكات التي ارتكبت في الماضي بل أيضا من أجل انجاز سريع للأوراش الجديدة التي تم اطلاقها في السنوات الأخيرة: محو الأمية واصلاح الحقل الديني والتأمين الاجباري علي المرض واصلاح القضاء وتمدرس الفتيات واحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، فضلا عن المشاريع البنيوية الكبري كميناء طنجة المتوسط أو مشروع أبي رقراق بالرباط أو المناطق السياحية الكبري التي ستخلق مئات الآلاف من مناصب الشغل.

وهناك، أيضا، اصلاح مدونة الأسرة، وهو اصلاح له مكانة خاصة عندي، لأنه جعل من المغربيات اليوم مواطنات بمعني الكلمة، وقد استقبلته كل مكونات المجتمع المغربي بشكل ايجابي. ان القيام بهذا الاصلاح كان انصافا للمرأة، وأعترف أنه شكل مصدر ارتياح كبير بالنسبة لي.

وفي الآونة الأخيرة أطلقنا المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وهو برنامج واسع يهدف الي اعطاء دفعة قوية للتنمية السوسيو اقتصادية من خلال تحفيز الاندماج في النسيج المنتج بالنسبة للشرائح الأكثر تهميشا من الساكنة. انه حل واقعي وملموس لاشكالية تقع في صلب الانشغالات الدولية. ومن هذا المنطلق فان الاهتمام الذي أبداه شركاؤنا الأجانب مهم جدا خصوصا وأن النموذج الذي اعتمدناه يأخذ بعين الاعتبار خصوصياتنا وحجم وسائلنا. انه اصلاح طموح وبطبيعة الحال سأقدمه لمحاوري من الجانب الياباني. وفي الحقيقة فانهم كانوا دائما حاضرين الي جانب المملكة لمواكبتها في تنميتها وأنا أشكرهم علي ذلك.

بطبيعة الحال هناك أشياء كثيرة أخري يتعين انجازها، لكنني أعتقد أنه بفضل قناعاتنا وتعبئة حكومتنا، وكل هيئات المجتمع المدني النشيطة في كل المجالات، فان من حق المغاربة أن يكونوا متفائلين وذلك بالرغم من الصعوبات.

يوجد الاندماج المغاربي في وضعية سبات، ما هي آفاق اعادة اطلاق هذا المسلسل من وجهة نظر المغرب

- المغرب هو أول من يتأسف لهذه الوضعية، وان خيبة أملنا أكبر بالنظر الي أن المعاهدة المؤسسة لاتحاد المغرب العربي، تم التوقيع عليها في المغرب، بمراكش سنة 1989.

وبما أنني كنت شاهدا الي جانب والدي الراحل، علي ميلاد اتحاد المغرب العربي، فانني أتذكر دائما الآمال العريضة التي خلقها التوقيع علي المعاهدة لدي شعوب بلدان المنطقة الخمسة، التي تجمعها روابط عميقة مشتركة علي صعيد التاريخ والدين واللغة والمصير، والتي تشكل مجتمعة مؤهلات اقتصادية هامة ستمكننا من مواجهة العولمة بشكل أفضل وكذا التموضع في شراكة قوية وذات مصداقية ازاء مجموعات اقليمية أخري كالاتحاد الأوروبي.

وللأسف، فان مسلسل البناء المغاربي مازال علي الخصوص، رهين، النزاع حول الصحراء الذي ما زالت المواجهة فيه مستمرة بيننا وبين جارتنا الجزائر، والذي هو في واقع الأمر من مخلفات الحرب الباردة والمواجهة بين المعسكرين السابقين.

اننا سنبقي متشبثين باتحاد المغرب العربي، وقد عبر المغرب علي الدوام عن استعداده للحوار في اطار الأمم المتحدة، و لحل سياسي لهذا النزاع من خلال حكم ذاتي نهائي يحترم سيادة المغرب ووحدته الترابية. وآمل أن تنخرط الجزائر في دينامية السلام هذه من أجل اعادة اطلاق البناء المغاربي علي أسس سليمة وواضحة.

Publicité
Publicité
Atlas Media Agency AMA
Publicité
Publicité